فكرة تشارلز داروين
تتلخص فكرة تشارلز داروين حول الانتخاب الطبيعي The Natural Selection
وهذه الفكرة توحد اثنين من أهم ملامح الكون ( المادة و الحركة ) ..
تشارلز داروين هو عالم تاريخ طبيعي إنجليزي وُلد في عام 1805م قبل أن تظهر الثورات العلمية في مجال الطب كعلم الجينات وعلوم الوراثة وحتى قبل إكتشاف الحمض النووي الـDNA ..
خرج هذا العالم للعالم أجمع بنظرية ثورية تماماً بل هي أحد أهم الاكتشافات التي تسببت في إرباك العقول والمجتمعات على الإطلاق ، فثورته الفكرية هددت استقرار المؤسسات العلمية في بريطانيا في ذلك الوقت بل واستقرار المجتمع الديني ( الإنجيل والكنيسة ) ..
لقد أمضى هذا العالم الجليل مرتحلاً بين دول العالم مدة خمس سنوات ممسكاً بالخيط الرئيسي لأبحاثه وهو (الزمن/الوقت) فلا يمكن تخيل تتابع الحقب الزمنية وهو يعتقد أن هذا هو السر ..
يرى داروين أن تفسير الوجود (الحياة) لابد من ان يخضع لنفس التفسيرات الجيولوجية والتي تعطي للزمن بُعداً مهما ولاعباً رئيسياً في التطور أو الانتخاب الطبيعي .. ويرى أن العلماء لابد لهم من الإبتعاد عن الإيمان بالتفسير الخيالي الغيبي والتسليم به بل عليهم كعلماء الإيمان بالحقيقة العلمية المبنية على استقصاء الحقائق و التجربة والبرهان ..
ففي عصره كانت الفكرة الأكثر ترسيخاً في المجتمع هو أن الانسان كائن فريد جداً وهي النتيجة الحالية (الآنية) التي يراها المجتمع بما فيهم العلماء ..
ببساطة يقول داروين:
طالما أن الأرض مرت بتغييرات هائلة أثناء تاريخيها الجيولوجي بالتالي مرت جميع الكائنات الحية بتغييرات كبيرة أيضاً ..
ما هدف تلك التغييرات في وجهة نظره ؟؟
التكييف مع الظروف الجيولوجية بغرض الحياة وإلا كانت النتيجة فناء جميع الكائنات الحية بلا استثناء ..
ويرى داروين أن كل شيء هو جزء من سلسلة مشتركة واحدة بدأت قبل 150 مليون سنة وهذه الرؤية أو هذا الإفتراض أصبح اليوم قاعدة رئيسية في علم الأحياء ..
كل أشكال الحياة تطورت عبر تعاقب الزمن طبقاً لشجرة حياة واحدة متفرعة لسلف مشترك و اكتشافه هذا تعزز اليوم بإكتشاف الـDNA وعلوم الجينات والوراثة وما إلى ذلك من علوم أخرى حديثة لم تكن معروفة قبل 300عام ..
ما السبب وراء تنوع الكائنات الحية ؟ يجيب داروين :
هو تنوع البيئات المحيطة بهم والإختلاف بين فصيل واحد هو تطور تاريخي من سلف مشترك واحد ..
لم يكن يتحدث فقط حول التطور بل هو يريد اثبات ان كل شيء لو جذر مشترك واحد وقد بدأت ملاحظته على الطيور فكانت هي مفتاح النظرية ولكن هذا التعميم يشمل الإنسان أيضاً (وهذا لم يقله داروين نفسه) ..
ما هو الـDNA ؟
هو تسلسل من أربع حروف كيميائية تشكل وحدة بناء محددة صفات كل كائن حي وأي خطأ في هذا التسلسل يتسبب في حدوث طفرة وهي العامل الرئيس في ظهور الصفات الجديدة ..
بهذا الـDNA يمكن تحديد الكائنات الحية ذات السلف المشترك و فيه الإجابة على أسئلة كـ متى وكيف و أين وماهي ملامح التطور ..
لنتفق على أن جميع الكائنات الحية بما فيها الإنسان لديهم هدف واحد رئيسي وهو (الحياة) ولا يوجد أي استثناء على الإطلاق ..
وإذا قبلنا بتطور أي كان حي كالفيروسات مثلاً فلابد من قبوله على الإنسان ذلك عبر تمرير مميزات البقاء جيلاً عبر جيل بما يسمى بالإنتخاب الطبيعي ..
بالطبع لا يمكن رصد الإنتخاب الطبيعي حال حدوثه في الكائنات الكبيرة ومعقدة التركيب ولكننا يمكننا رصده بشكل دقيق في الكائنات الحية بسيطة التركيب كـ فايروس الإنفلونزا أو الإيدز مثلاً ( مع العلم أن الفايروس لا يُعتبر كائن حي حتى يكون في جسم مستضيف ) ..
الخلاصة:
الدليل العلمي بالبراهين على تشابه التركيب الداخلي للكائنات الحية هو وجود سلف مشترك واحد و ليس وجود خالق ..
الدليل العلمي اليوم على تعقيد تركيب الكائن الحي هو الإنتخاب الطبيعي التدريجي وليس وجود خالق ..
وأي إدعاء بكمال و مثالية الانسان والتي يتم ترسيخها جيلا بعد جيل بناء على المفهوم الديني ينهار بمجرد التأكيد العلمي على وجود عيوب تصميمية هائلة ..
فالعين مثلاً تكوينها الداخلي المعقد والهائل والتي يضرب بها المثل على وجود مصمم ماهر قد انهارت بمجرد اكتشاف عيوب جوهرية في تصميم الشبكية والنقطة العمياء ، تلك العيوب الجوهرية في تصميم العين هي دلالة علمية قوية مقترنة بحقائق تثبت الأصل التطوري للعين عبر الانتخاب الطبيعي التدريجي ..
في الختام
كل ما يقوم به العلماء الخلقيون من محاولات لإسقاط النظرية هي محاولات فاشلة تماماً
فالنظرية اليوم هي القاعدة الأم لعلم الأحياء .. ويتم تدريسها في جميع الجامعات و كليات الأحياء .. حتى في الصفوف الدراسية الأولى وخصوصاً شجرة الكائنات الحية ..
بل إن المجتمع الإنجليزي (البريطاني) يحتفل سنوياً بـ اكتشاف داروين وماله من أثر كبير حتى تم بناء تمثال له في القاعة الرئيسية لمتحف التاريخ الطبيعي إيماناً منهم بعظمة اكتشافه واعتذارا منهم لمقاومتهم نظريته في حياته ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق