نعلم
جميعا أن تاريخ السيرة النبوية كتب بعد وفاة محمد بقرن
ونصف القرن تقريباً ، معتمدة على قناة شفوية للنقل من جيل إلى جيل غير معتمدة على
الأركولوجيا
و أول
كتاب تناول السيرة هو
كتاب السيرة النبوية لإبن إسحاق
كتبه
عام 120 للهجرة أي بعد وفاة محمد بقرن ونصف القرن وقد أخذ
عن هذا الكتاب جُل كتاب السيرة وأشهرهم السيرة لإبن هشام والسيرة
لإبن كثير وسير اعلام النبلاء للذهبي! ولكن الأهم هو أن كتاب سيرة إبن إسحاق ليس موجوداً اليوم ولا نملك أي نسخة عنه .
إختفاء
الكتاب الأم المعتمد في النقل يضعف المنقول! لذلك يذهب كتّاب التاريخ إلى أن
كتابته في العصر العباسي يضعف من معلوماته عن الأمويين مثلاً ، وهناك
فرق كبير بين الجمع والتأريخ ! فكل واحد منهم له ادواته الخاصة ! وأدوات المؤرخ
تعتمد على وجود دليل مادي ملموس لا على النقل الشفهي لكل جيل .
يعتبر
أول مؤرخ إسلامي هو إبن إسحاق رغم نسبها زورا لإبن هشام لأن كتاب الأول غير موجود ( واعني بغير موجود هو عدم وجود مخطوطة عنه وأي كتاب منسوب له هو فقط حصر وجمع لما ذكره ابن هشام في كتاب تحت عنوان ابن اسحاق ) والثاني هو الذي أعتبر رافدا لكتب التاريخ!
إبن
هشام قد أعتمد في نقله قول (قال محمد بن إسحاق )! لا دليل ملموس سوى قول منقول بسند
الرواية الشفهية! من جيل إلى جيل!
نشير
إلى أن إبن هشام من البصرة وتوفى سنة 218هـ وهذا كله بعد وفاة الرسول بقرنين
ويزيد! وإبن كثير توفى سنة 774هـ! فكيف يتم إعتماده ككتب تاريخية!؟ أو عدم الشك في مصداقية النقل والتأريخ والتزوير .
إن
الحقيقة التاريخية قد يتم تطويعها لأغراض دينية وسياسية لا حصر لها وهو ماشكك في
مصداقية التوراة والأنجيل ويضعف روايات العهد الحديث!
و إذا
كان يعتقد المسلمون أن الله كفل لهم حفظ القرآن فمن كفل لهم حفظ الحديث أو كتب التاريخ! خصوصا أنهما كتبا بعد وفاة النبي بقرن ونصف القرن!
يبقى
فقط كيف ننقد كتاب التاريخ الذي نملك الآن!
جميع من كتب السيرة مرجعها إبن هشام بعد 180 للهجرة
ومرجعه إبن اسحاق 120 للهجرة
ومن
أسس نقد التاريخ هو عدم تقييمه بناء على معطيات عصرنا الحالي! وهو ما يسمى
كرونوصوريتزم
الاهم
من هذا كله أن يتفق الجميع انه لا قدسية في نصوص التاريخ وأنها قابله للنقد ما وصل
منها بين أيدينا بعد مرور ألف سنة وما يزيد .
مثال
آخر مسليمة الكذاب دعا لعبادة إله واحد أسماه الرحمن وهذا ثابت في كتاب الطبري
وسيرة إبن هشام! والرحمن في ذلك الوقت كان معروفا في اليمن ، وإسم
الرحمن ثابت في نقوش اليمنيين وفي نقوش سبئية وأرامية وصفوية ويهودية ومسيحية! فلم
يدعو مسيلمة إلا له وأدعى تواصله معه عبر وحي ! فكيف الحال لو إنتصر ؟
بل دعوة مسيلمة أقدم من دعوة محمد! ودعى بديانة توحيدية! ولكن لأنه خسر و أنتصرت قريش ومحمد تداعى التاريخ
عليه وشوه صورته ودعوته رغم أن من أتبعه جمع غفير في اليمامة .
نقل
كتاب
Beeston, Bulletin Of The School Of Oriental And African Studies, 1985
أحد أهم نقوش أبرهة الحبشي بين اليمن ومكة وذكر فيها إسم الرحمن
أبرهة أو ابراهيم و تعريب اللفظ اللاتيني لـ أبراموس
كان مؤمنا موحدا لله في كل النقوش التي وجدت له وهو ملك مملكة أكسوم و قد أعلن نفسه ملكاً على حميَر و سبأ وحضرموت وزيمان وذو
ريدان والحجاز ! وكان يقوم بغزوات لنشر المسيحية والتوحيد بالله!
يتسائل
الأديب الكبير طه حسين في كتابه الشعر الجاهلي عن حقيقة ما توارثناه من الشعر
الجاهلي وقد كان العرب أميين لا يكتبون ولا ينقشون ..
و الغريب أيضاً ان كتب السيرة لم تتعرض لاحتجاج قريش على المعراج فكل ما ادهش قريش او اضحكها هو
الاسراء فقط ! وهذا ما يدعو للريبة ، بل
ان القرآن نفسه لم يتعرض لقصة المعراج أبدا! لذا يرجح انها قصة متأخرة نقلت عن
المدراش اليهودي لقصة معراج موسى للسماء .
وقد ذكر
في كتب اليهود قصة معراج موسى للسماء وزيارته للجنة والنار ورأى النعيم والعذاب
واكثر اهل النار من النساء و الأقرب
للصحة في قصة المعراج انها مسروقة من الموروث اليهودي وكتبت متأخرة وقد يكون لاختراق
العرب حضارات جديدة فأرادت مشاركتها ذات القصص لإثبات أن نبيها لا يختلف كثيراً عن أنبيائهم ..
يروى
ايضا أن النبي زرادشت اعتزل قومه في الصحراء ثم عرج به الى السماء قبل القرن
السابع قبل الميلاد!
ومن
رواية زرادشت أن ظهر له الملاك الاعظم في الغار فحمله الى السماء فرأى الجنة
والنار ثم رأى الإله ثم تلقى منه الوحي!
الشاهد
ان جميع روايات المعراج جاءت من كتب يهودية تعود لعصور ماقبل الميلاد وتم نسبتها
لمحمد كما نسبت كثير من المعجزات له مطابقة لمعجزات غيره .
نعود
للاسراء وهو اسراء محمد من مكة للقدس حسب رواية القرآن!هل يعقل ذكر حدث عظيم كبير
معجز وخارق في آية واحدة فقط (سبحان
الذي أسرى بعبده ليل من المسجدالحرام إلى المسجدالأقصى الذي باركنا حوله لنريه من
آياتنا إنه هو السميع البصير) /ثم ماذا؟
ثم
يقول/ (وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني إسرائيل ألا تتخذوا من دوني وكيلا ) وهنا يقفز
الراوي من معجزة كبيرة بل وضخمة لذكر ماوهب موسى
هكذا
يقفز الراوي من قصة الاسراء لذكر موسى ثم ذرية نوح كما أن فاصلة الآيات في السورة
تنتهي ب وكيلا شكورا كبيرا مفعولا و يعتقد
بعض المستشرقين ان الاية الاولى آية ملحقة لنشازها وعدم ربطها بآيات السورة
الباقيات!
ويعتقد
البعض ان اسم السورة الحقيقي بني اسرائيل وليس الاسراء وتم تغييرها فيما بعد حين اضافو
الاية الاولى بعد بناء المسجد الأقصى! ويميل
البعض الآخر إلى تغيير مضمون الآية لتشير الى محمد بدلا عن موسى ويقولون ان محمد حين نطق بها فهي لموسى ولم تكن فيه!
أي
أن محمد كان يروي عن بني اسرائيل فبدأ بإسراء موسى ثم ذكر ما آتاه ربه فكانت سبحان
الذي اسرى بعبده ليلا الى المسجد الأقصى .
وشكراً