كم كعبة كانت في جزيرة العرب ؟

عُرف العرب منذ قديم الزمان كما تشير كتب التاريخ العربية منها والغربية بعبادات يطلق عليها البعض وثنية ! مع تواجد ملحوظ لليهودية في شمال وجنوب الجزيرة وكذلك النصرانية بحملات تبشرية كانت تأتي من الحبشة .

وصناعة كعبة وإدعاء أنها بيت الله كان منتشراً بين الأعراب في الجزيرة العربية وبلاد فارس فكانت هنالك الكعبة الزرادشتية نسبة للنبي زرادشت في بلاد فارس مثلاً ..

وهناك من يدعي من المؤرخين على وجود المئات منها ولكن الرقم الأقرب للدقة وجود 23 كعبة في الجزيرة العربية كل واحدة منها لها قصة وتراث تتداوله الأجيال وتعد مفخرة للقبيلة ..

وقد اشتهرت كعبة قريش وذع صيتها وأستمر حتى اليوم لأنها أنتصرت وفرضت نفسها على باقي القبائل في الجزيرة وبها وعنها تحاك القصص وأنها منبع الرسالة الإبراهيمية ..

يجدر الإشارة انه قد إشتهرت كعبة ريام وهي لقبيلة حَميَر في اليمن وكان يتقرب لها بالذبائح ويطاف بها كذلك (راجع سيرة إبن هشام الجزء1)

وهنالك كعبة أياد بين البصرة والكوفة لقبيلة أياد يعتقد أنها بيت الله ويطاف بها (راجع سيرة إبن هشام الجزء1)

وهنالك كعبة سقام في إحدى شعاب وادي حراض! يضاهون بحجمها وعظمتها كعبة مكة

وكعبة رئام لأهل صنعاء وغيرها الكثير فلماذا كل هذه الكعبات ؟

لكل قبيلة او لكل مدينة معبدها الخاص بها الذى يحتوى إلهاً أو اكثر والشيء المشترك في مواقع المدن أنا تقع على خطوط تجارة و مواقع الماء ، ومابين مكة والطائف كان هناك تنافس كبير في التجارة فأشتهرت الطائف بأنها معبر آمن وبارد وبه ماء للتجار المرتحلين فأشتهرت وذاع صيتها ..

إشتهرت الطائف وقتها بسوق عكاظ أحد أهم وأكبر أسواق الجزيرة العربية على مر التاريخ القديم وتنافسها اسواق اليهود في يثرب لذا كان بديهيا وجود كعبة فاقت شهرتها كعبة مكة .. بل كانت يُساق لها الحج سنويا وقيل قريشاً من بعد كانت تقول بالوقوف في عكاظ قبل الوقوف بعرفة .

معبد الطائف أو كعبة الطائف كانت في ذلك الوقت الأكبر في الجزيرة العربية والأكثر شهرة بين العرب ويميل البعض لتعريب اللفظ اليوناني ماكورابا باللهجة اليمنية إلى (المقربة) أو (المقرب) أي المقرب من الإله وهذا إجتهاد لا دليل عليه ..

المؤرخين الغرب الذي وثقو إسم ماكورابا يدعون أن مكة لم تكن ظاهرة في خرائط طرق التجارة بين اليمن والشام وأن القبائل كانت تستخدم طريق الطائف .. وظل طريق الطائف هاماً حتى في عصر الدين القرشي (الإسلام) .

القرشيون في كتب التاريخ الغربي هم مجموعة نازحة من دول ومدن وقبائل عدة لاسباب سياسية عادة او ايمانية واعتقادية غالباً و قد استقرت في مكة لاسباب عديدة .. وقد إختارت تلك القبائل مكة لموقعها الجغرافي الذي يشبه الحصن فكانت تكف عن النازحين المطاردة .

من أهم هداف القرشيين في ذلك الوقت هو انعاش الاقتصاد في المكان الذي يعيشون فيه! فما هي الطريقة المثلى لجذب العرب الوثنيين للمنطقة برأيكم ؟

يقال أن القرشيين كانوا ملاحدة عبر التاريخ ولا يعتقدون بإله ولا بدين ولا رسول على مر الزمان لكن الحاجة اقتضت التخطيط وأول ثمارها بناء الكعبة ، وبما أن معظم العرب وثنيين فعكفو  على تخصيص صنم لكل كل قبيلة  ثم بثو رسائلهم التسويقية عن الكعبة ومكة وزمزم ( قصة البناء الإبراهيمية وقصة البئر الإسماعيلية ) .

وأشهر تلك القصص هي قصة أصحاب الفيل! وقد إستغلو موت الجيش الحبشي بداء أشبه بالطاعون وهم في غزواتهم الدينية ضد الوثنيين ، فالاحباش كانوا نصارى !

وإلا كيف يرسل الله طيرا ابابيل لقتل المؤمنين به (النصارى) لينتصر عُبّاد الأصنام بدعوى أن الكعبة بيت الله المقدس والحقيقي وما سواه من صنع البشر ..؟

يميل بعض المؤرخين إلى أن القرشيين جهزوا محمدا أو قثم بن عبد اللات  (اسمه الحقيقي) ليكون رسولا لرسالة سماوية حتى يستطيعو اختراق مساحات اكبر في الجزيرة !

علما ان بعض المؤرخين يميلون الى أن قريشاً هي مجموعة قبائل كانت تسكن الشام لا مكة وان هجرة محمد واصحابه كانت من الشمال للجنوب لا العكس (أي من الشام إلى يثرب ) وإن مكة يعود بناءها للعصر الأموي .

(قد يكون هذا القول متطرفاً ولكنه انبثق لعدم وجود أثرٍ قديم قبل هذا يثبت وجود مدينة أو قرية بإسم مكة) .

يتفق المؤرخين الغرب إلى أن قريش جهزت محمد بشكل جيد علميا وثقافيا وكان ورقة بن نوفل هو اللاعب الفذ والمدرس الأصل لفكرة النبوة و الدين الجديد إضافة إلى ذلك فقد كانت ترسله للتعليم بين الشام واليمن ومصر والعراق . ( إقرأ كتاب قس ونبي ) .

وأن اهداف القرشيين كانت التوسع اكثر في جميع الاتجاهات ولكن فكرة التوسع بأفكار وثنية كان مستحيلا ومن المؤكد اصطدامهم باليهود والنصارى لذا كان الإسلام .

طبعا الإسلام تطور كلما اخترق مساحات جغرافية اكثر فقد اكتفى محمد في حياته بقصة الاسراء مثلا لذا لانجد المعراج في القرآن فألحقوه بحديث من بعده ويُعزى للأمويين من بعد الهاشميين هذا التطور الحديث للإسلام بل و قد يعود الفضل لهم في صناعة الدين بالقوة التي هي اليوم و كتابة تاريخه (ماضيه الثابت)

(إرجع لكتاب خلف النبي محمد للإستزادة) .

لن أبحر كثيراً في الموضوع وقد يتسنى لي العودة له بشكل أكثر توسعاً .

شكراً